محاضرة عن أل بيت رسول الله
اللهم صل على من جعلته نوراً يسبح بين يديك قبل أن يخلق أدم ، يسبح ذلك النور فتسبح الملائكة بتسبيحه .
جعل الله هذه اللمعة النورانية المحمدية مطهرة منزهة عظيمة رفيعة المقدار والمرتبة ثم جعلها الله عز وجل في بحر الرحمة فقال الله عز وجل وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين ثم جعلها في بحر العظمة فقال الله عز وجل وإنك لعلى خلق عظيم، ثم أدخلها في بحر العطاء فقال الله عز وجل إنا أعطيناك الكوثر. ثم جعلها الله في بحر الرضى فقال الله عز وجل ولسوف يعطيك ربك فترضى ثم جعلها في بحر الكرامة فقال الله عز وجل من يطع الرسول فقد أطاع الله ثم جعلها في بحر الرفعة فقال الله عز وجل
ورفعنا لك ذكرك ثم جعلها ببحر التوحيد والتمكين فخرجت بعنوان إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله.
أما بعد.
فإن الإنسان يكرم من أجل من حوله ويكرم من حوله لأجله وتلك سنة موجودة في أهل الخير منذ وجد أدم . والله سبحانه وتعالى جعلها سنة عامة سيما في الانبياء والصالحين .
فالله سبحانه وتعالى اختار سيدنا إبراهيم عليه السلام ورزقه الرسالة والحكم والنبوة واصطفى معه أهله {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل إبراهيم و آل عمران تبعاً لاصطفاء سيدنا إبراهيم واصطفاء سيدنا عمران والله عز وجل حين تحدث عن حسد اليهود لرسول الله صلى الله عليه وسلم على النبوة قال {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً }
وقال ابن عباس رضي الله عنه المقصود بالناس في الآية هو رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم إذ قد جمع الله فيه كل ما في الناس من خصال الخير والكمال.
وقال اذا كان الناس يحسدون رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم على الرسالة ويحسدون أهله على أنهم ذويه فإنها سنة في الكون خلت في سيدنا إبراهيم عليه السلام بل إنها علامة من علامات الصدق.
{وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
فكانت علامة الصدق أن يجد بقية ما ترك من أهله وليس مما تركوا هم تلك سنة دامت مع الزمان واكتملت مع هذه الأمة .وإذا كان أل الرجل يطلق على زوجاته واولاده وذريته فقد جعل الاسلام هذه الأهلية لها مفهوم خاص فأهل بيت رسول الله أوسع من ذلك إذ هم الذين حرم عليهم الصدقة ففي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم قال: إنا آل محمدٍ لا تحل لنا الصدقة .
وإذا كان الأصل في أهل البيت هم الأصول والفروع والحواشي كما يقول الفقهاء أي الأباء والاعمام والأخوة وفروعهم وإن الزوجات لا يدخلون في عموم أهل البيت . إلا أنه في آل رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الزوجات دخولاً أولياً لأن أزواج الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم اختصصن به اختصاص الانسان بنسبه وصلبه فلا يتزوجن بعده .
(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً)
فشرع الله لآجل محبته إياه أن تظل الصلة بين رسول الله وأزواجه في الدينا والأخرة صلةً دائمة.
كذلك عندما ردت أمنا عائشة لحوم الصدقة فقد روى ابن ابي شيبة باسناد حسن أن خالد ابن سعيد أرسل الى عائشة رضى الله عنها بقرة من الصدقة فردتها وقالت "إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
بل إن سياق التعبير القرآني ليدخل أزواج النبي دخولاً مباشراً {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }فالمراد بالأية كل أهل بيته وزوجاته في مقدمة آل البيت .
ففي صحيح مسلم إن رجلين من بني عبد المطلب ذهبا الى رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم يريدان أن يستعملا الصدقة حتى يتزوجوا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة". وأمر أن يقطع لهم من الخمس فزوجهما . فلم يقف الأمر عند حد أولاده ولا أزواجه بل شمل كل بني هاشم وكل بني عبد المطلب كما نص الشافعي و أحمد رضى الله عنهم لما رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما بنوا هاشم وبنوا عبد المطلب شيئاً واحداً.
هؤلاء أل البيت والناس يعاملون على قدر الفضل الغنم بالغرم فإذا كان الله قد اصطفى جملة من الناس للرسالة اختياراً دون تدخل منهم {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
فلم تكن نبوة مكتسبة ولو رقى في الخير أعلى رتبه
فقد اصطفى الله أل بيت النبي إنها درجات بل إنها مقامات يسموا الواحد فيها فوق الأخر ويدنوا مقامات الأخرين دونه.
لأجل هذا كان الخطاب لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم معلناً فضلهم ومبيناً مكانتهم وأيضاً محذراً من سقطتهم {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } وفي المقابل {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً }.
فسيدنا علي رضى الله عنه أراد أن يلفت نظرنا الى هذه المسألة لما كثر الحديث حول سيدنا داود عليه السلام في قول الله عز وجل {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ } ونقل الناس ما يقوله بني اسرائيل فيما يتهمون سيدنا داود عليه السلام قال سيدنا علي رضى الله عنه من قال هذا في حق سيدنا داود عليه السلام جلدته مئة وستون جلدة مع أن حد القذف ثمانين جلدة .
فلأجل مكانة هؤلاء يجب التأدب معهم والخطأ في حقهم مضاعف والعقوبة عليهم شديدة.
من هنا بين الله سبحانه وتعالى فضلهم وبين مع فضلهم مايجب علينا اتجاه أهل الفضل.
إن الله سبحانه وتعالى حكم لعموم المؤمنين بأن يكروموا ذويهم إذا ما ظلوا على الإيمان معهم وإن نقصوا عنهم بالدرجات {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } وإن قصروا ماحسابنهم على نقصهم وتقصيرهم فإن كان هذا مع عموم المؤمنين فكذلك مع أنبياء الله خاصة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم. (ورفعنا لك ذكرك) فبرفع الأصل رفعت الفروع.
رفع الله قدر أهل بيته طالما أنهم على الإيمان دائمون وأعطاهم ذلك الفضلَ .
والفضل لأهل البيت كبيرٌ والآيات والأحاديث فيهم يصعبُ المقام في حصرها والله عز وجل حين أراد أن يعلي قدرهم شدد عليهم بالحكم بشئٍ أسمى من مجرد القيام بأمر الله عز وجل ..( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) وبين أنهم في ذلك امتدادا لاصطفاء الله عز وجل (رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) وإن رعاية هذا المعنى موجود في أمور كثيرة ، وقد عرفَ ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم مما قاله وعايشوه
ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام السيوطي وورد في مصنف ابن أبي شيبة وابن سعد والامام أحمد وغيرهم كلاً بسنده الى رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم يقول عليه الصلاة والسلام:
إني أوشِكُ أن ادعى فأجيبَ وإني تارك فيكم الثقلين كتابَ الله وعترتي أهل بيتي. كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي وإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما.
وذكرُ كتابِ الله مع أهل البيت له معنى نفيس وملحظُ دقيق قلما تنبه له الناس هو نفس المعنى الذي سأل عنه ابوحجيفة رضي الله عنه سيدنا علي رضي الله عنه هل عندكم آل بيت رسول الله شيئاً مما خصكم به . فقال لا إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن.
وهذا اشارة إلى أن عطاء الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في فهم الكتاب أعظم و أكمل من عطاء غيرهم.
فالمفسرين من الصحابة أغلبهم من آل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم فمنهم ترجمان القرآن سيدنا ابن عباس دخل مع سيدنا عمر إلى أشياخ بدر كما في الصحيح حتى وجدوا في أنفسهم كيف يدخل معنا صبيٌ صغيرٌ. فسألهم سيدنا عمر رضى الله عنه عن تفسير إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ فلم يفسروه التفسير الصحيح فسأل ابن عباس عن ذلك فقال منية النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم .
وحين سِمعَ سيدنا عمر رضي الله عنه قول رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم " كل نسب مقطوع يوم القيامة إلا نسبي وصهري " أو " كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة إلا سببي ونسبي"
روايات متعددة جعلت للحديث أصلا وجعلت المحدثيين يحكمون عليه بالصحة أو الحسن.
أراد سيدنا عمر رضي الله عنه أن يزداد من الفضل فذهب إلى سيدنا علي رضي الله عنه يخطب ام كلثوم وهي مازالت صبية فقالوا له ماذا يرغبك فيها إنها صبية قال أريد أن اصل نسبي بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهكذا أهل الفضل من الصحابة وخيار القوم اتصلوا برسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم نسباً وصهرا فسيدنا أبوا بكر وسيدنا عمر تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم منهم، وسيدنا عمر تزوج من نسل فاطمة رضي الله عنها وسيدنا عثمان تزوج من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم و سيدنا علي تزوج الثالثة وهكذا نجد أهل الفضل موصلين برسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم .
المعاني في الفضل كثيرة ومتعددة وأعظمها أن جعل الله عزوجل على لسان رسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم من كمال الأدبِ معه الادبَ مع آل بيته وجعل الصلاة على أله جزء من الصلاة عليه ففي الصحيحين من أكثر من رواية واحدة من الصحابة قالوا لما نزل قول الله عز وجل {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } قالوا عرفنا كيف نسلم ولكن كيف نصل عليه قال قولوا : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى أل سيدنا محمد
وفي رواية البخاري اللهم اللهم صل على سيدنا محمد وازواجه وذريته.
وفي رواية لأحمد اللهم صل على سيدنا محمد وأهل بيته وأزواجه وذريته.
كأنه تخصيص بعد تعميم زيادةً في الفضل. وهنا قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
يآل بيت رسول الله حبكمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنكمُ من لم يصل عليكم لا صلاة له
إن هذه المنزلة العظيمة والدرجة العلية والمكانة السمية حين يلحق آل بيت رسول الله صلى الله عليه واله ةصحبه وسلم في لفظ يتعبد الله به المسلمين في الصلوات .
إنه رفعة لكم سيدي وعلواً لذكركم ورفعةً لمنزلتكم.
*
ومحبة أل بيت رسول الله واجبة كما في قوله تعالى (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى) فمودة وحب ال البيت رحمة من الله تعالى بالعباد فبحبهم يحشر العباد معهم فالمرءُ يحشر مع من أحب .
وقال صلى الله عليه واله وصحبه وسلم (لكل شيء اساس واساس الاسلام حب أصحابي وحب أهل بيتي).
وقال( مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تركها غرق). وكذلك في الحديث "النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي.
اين نحن من هذا الفضل
إذا كان هذا فضلهم وعظيم منزلتهم وقدرهم فماذا يجب علينا تجاه هذا الفضل.
فلننظر ماذا كان يفعل الصحابة فهذا سيدي أبو بكر رضي الله عنه كما في البخاري يقول:
لقرابة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم أن اصلها أحبَ إلي من أن أصل قرابتي.
فقدم رحم النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم على رحمهِ. فكأنما فهم هذا المعنى من نصوص الشريعة {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)
وكذلك قال ارقُبوا محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في آل بيته.
واختلف شراح الحديث في ذلك تبعاً لمعاني المراقبة فمنهم من يرى المراقبة محافظة كابن حجر (أي أحفظوا رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في أل بيته فلا تؤذوهم فيؤذيه ذلك) ولا تسيؤ اليهم فيسوءه ذلك.
ومن رأى أن المراقبة تتبع لمواطن السنة فيهم فإن اوثق مكان لأخذ السنة هي عند أهل البيت فأكثر من روى خصوصية النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في البيت من الأكل والنوم وقيام الليل هم أزواجه.
يروي البخاري في صحيحه أن سيدنا ابا بكر صلى العصر ذات يوم ثم خرج من المسجد يمشى فإذا بالحسن ابن علي رضي الله عنهما يلعب مع الصبيان فحمله على عاتقه ثم قال بأبي شبيه بالنبي لا شبيه بعلي والذي يحضر الواقعة علي رضي الله عنه يضحك يسمع الكلمة فلا ينفي بل يضحك
وقد كان أبو بكر نسابة العرب وأعظمهم بالفراسة .
وكذلك جاء في صف النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم على ابنته عائشة في حادثة الافك مع انه يدرك ويعلم عفة ابنته وأن الله ما اختارها زوجة للنبي إلا وهو يعلم طهارتها وعفتها إلا أنه أراد أن يطيب خاطر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم خاطر رسول الله على خاطر ابنته.
ثم يأتي بعده أعظم الناس بعد سيدنا أبي بكر سيدنا عمر رضى الله عنه. عندما وضع دوواين العطاء للناس قال بمن نبدأ قالوا نبدأ بأمير المؤمنين قال لا و الله إنما نبدأ بأل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهكذا علمنا الصحابة كيف نتأدب معهم وكيف نجلهم وكيف نحترمهم في حدود البشرية التي يحملونها فلا نرفعهم فوق نطاق البشرية كما يفعل البعض و لانعصمهم من الذنب كما يفعل الأخرين إنهم بشر يخطئون ويصيبون ثم لا نرفع غيرهم عليهم إنها موازنة صعبة يجب على كل مسلم أن يجريها بنفسه .
كما أن رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم راعى ذلك فعند هجرته اراد كل واحد من الانصار أن ينزل عنده ليزداد رفعة وشرف ولكن النبي قال دعوها إنها مأمورة فلما وقفت قريبة من بني النجار فقال انزلوها ثم بين العلة وقال إنهم أخوال بني المطلب إنها رعاية لتلك الرحم الشريفة وحب لهؤلاء دون الإفراط والتفريط .
إن سوء الأدب معهم إيذاء لرسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً }فكيف بمن يؤذي أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وأخيراً وليس أخراَ:
قال صلى الله عليه واله وصحبه وسلم : أحبوا الله لمايغذوكم من نعم وأحبوني لحب الله وأحبوا أهل بيتي لحبي.
فموقع محبة أهل بيت رسول الله هو من كل أعماق قلب المسلم هو مظهر حب رسول الله فبحبه أحببتهم
كما أن محبة النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم هي مظهر محبة الله فبحب الله أحببت كل خير فالكل في جهة واحدة وسائل توصل للمقصود والله يفهمنا مراده.
والمغالاة لاتكون في المحبة وإنما في الإعتقاد فطالما أن المسلم سليم الإعتقاد فلاحرج عليه في المحبة لرسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وأهل بيته فنحن نعتقد أنه لاإله إلا الله وأن سيدنا محمد هو رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وأن الأنبياء معصومون وغير الأنبياء من العترة الطاهر والصحابة الكرام ليسوا بمعصومين وإنما هم محفوظون بحفظ الله للصالحين ويجوز شرعا وقوعهم في الآثام والكبائر ولكن يحفظهم الله بحفظه فطالما أن المسلم سليم الإعتقاد في هذه النواحي فيحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم من قلبه وهي درجات يرزقها الله لمن أحبه فكلما زاد حب المسلم لأهل البيت ارتقى بهذا الحب في درجات الصالحين لأن حب أهل البيت الكرام علامة على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم علامة حب الله عز وجل والله تعالى أعلى وأعلم.
إن حسن الأدب مع النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم لا يكتمل إلا بحسن الأدب مع آل بيته وإن توقيرهم ومحبتهم واللصوق بهم من توقير ومحبة رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه اجمعين