وصية الشافعي رضي الله عنة

وصية الشافعي رضي الله عنة
قال : كن متمسكا بهذه الصفات الحميده تعز بالدارين
– لاتتخذ من الكافريوليا ولا من المؤمنين عدوا وارحل بزادك من التقوى فى الدنيا وعد نفسك من الموتى واشهد لله تعالى بالوحدانيه ولرسوله ن صلى الله عليه وسلم بالرساله
– وحسبك عمل صالح وان قل- وقل امنت بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالقدر خيره وشره لاتفرق بين احد من رسله وقالوا سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير
– فمن كان متمسكا بهذه الصفات الحميده ضمن الله له عز وجل أربعه فى الدنيا الصدق فى القول والإخلاص فى العمل والرزق كالمطر والوقاية من الشر وأربعه فى الاخره المغفره العظمى والقربة الزلفى ودخول جنة الماوى واللحوق بالدرجة العليا
– وان اردت الصدق فى القول فداوم على قراءة انا انزلناه فى ليلة القدر وان اردت الرزق كالمطر فداوم على قراءة اعوذ برب الفلق وان اردت السلامه من شر الناس فداوم على قراءة قل اعوذ برب الناس – وان اردت جلب الخير والرزق والبركه فداوم على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم الملك الحق المبين نعم المولى ونعم النصير
– وقراءة سورة الواقعه وسورة يسن فانه ياتيك الرزق كالمطر وان اردت ان يجعل الله لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ويرزقك من حيث لاتحتسب فالزم الاستغفار وان اردت ان تامن مما يروعك ويفزعك فقل اعوذ بكلمات الله التامات من شر غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن شر همزات الشياطين وان يحضرون وان اردت ان تعرف اى وقت تفتح فيه أبواب السماء ويستجاب فيه الدعاء فاشهد وقت نداء المنادى فاجبه ففى الحديث من نزل به كرب اوشدة فليجب المنادى
– والمنادى هو المؤذن وان اردت ان تسلم من أمر يريبك فقل توكلت على الحى الذي لايموت ابدا والحمدلله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك فى الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا وان اردت ان تنجوا من هم أو غم اوخوف يصيبك فقل اللهم انى عبدك وابن عبدك وابن امتك ناصيتى بيدك ماضي فى حكمك عدل فى قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو انزلته فى كتابك اوعلمته احد من خلقك أو استأثرت به فى علم الغيب عندك ان تجعل القران العظيم جلاء قلبي وذهاب همي وغمى فيذهب عنك همك وحزنك –
وان اردت ان يداويك الله تعالى من تسعة وتسعون داء أيسرها الهم فقل ماورد فى الحديث لأحول ولا قوة الابالله العلى العظيم فانها دواء مما ذكر وان اردت ان تنجوهما يصيبك من مصيبة فقل انأ لله وانأ إليه راجعون اللهم عندك احتسبت مصيبتي فاجرنى وابدلنى خيرا منها ومنه حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا
وان اردت ان يذهب همك ويقضى دينك قل إذا اصبحت وإذا امسيت اللهم انى اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من الدين واعوذ بك من قهر الرجال وان اردت ان توفق للخشوع فاترك فضول النظر وان اردت ان توفق للحكمة فاترك فضول الكلام وان اردت ان توفق لحلاوة العباده فعليك بالصوم والقيام فى الليل والتهجد فيه
وان اردت ان توفق للهيبه فاترك المزاح والضحك فانهما يسقطان الهيبه وان اردت ان توفق للمحبه فاترك فضول الرغبة فى الدنيا وان اردت ان توفق لإصلاح عيب نفسك فاترك التجسس على عيوب الناس فان التجسس من شعب النفاق كما ان حسن الظن من شعب الأيمان
وان اردت ان توفق للخشية فاترك التوهم فى كيفية ذات الله تعالى تسلم من الشك والنفاق وان اردت ان توفق للسلامة من كل سوء فاترك الظن السىء لكل من الناس
وان اردت إلا يموت قلبك فقل كل يوم مره ياحى ياقيوم لااله الاانت وان اردت ان ترى النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامه يوم الحسره والندامه فأكثر من قراءة إذا الشمس كورت وإذا السماء انفطرت وإذا السماء انشقت
وإذا اردت ان ينور وجهك فداوم على قيام الليل وان اردت السلامه من عطش يوم القيامه فلازم الصوم وان اردت ان تسلم من عذاب القبر فاحترز من النجاسات واكل المحرمات وارفض الشهوات وان اردت ان تكون أغنى الناس فلازم ألقناعه
وان اردت ان تكون خير الناس فكن نافعا للناس وان اردت ان تكون اعبد الناس فكن متمسكا بقول النبي صلى الله عليه وسلم من ياخذ عنى هذه الكلمات ليعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن – قال ابوهريره انأ يا رسول الله فاخذ بيدي وعد خمسا وقال اتق المحارم تكن اعبد الناس وارض بمقسم الله لك تكن أغنى الناس وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت

القلب.
الامام الحسن بن علي بن ابي طالب



ولد السيد الحسن رضي الله عنه وهو ابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منتصف شهر رمضان سنة ثلاثة من الهجره وهو اول اولاد على وفاطمة . وقيل ولد في منتصف شهر شعبان علي الصحيحسنة ثلاثه للهجره. وكان اشبه الخلق برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فعن انس رضي الله عنه قال :- لم يكن أحد اشبه بالنبي صلي الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي )) وكان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يحبه حبا شديدا , فعن البراء بن عازب قال :- رأيت الحسن بن علي علي عاتق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وهو يقول:- اللهم اني أحبه فأحبه )).
وعن عبدالرحمن الاصبهاني قال (( جاء الحسن بن علي الي ابي بكر وهو علي منبر رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال :- انزل عن مجلس ابي , فقال : صدقت انه مجلس ابيك واجلسه في حجره وبكي قال علي رضي الله عنه : والله ماعذا من أمرى . قال : صدقت والله لا أتهمك )). وقد كان الصديق يجله ويعظمه ويكرمه ويحبه ويتفدّاه , وكذلك عمر بن الخطاب - فروى الواقدى عن موسي بن محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه : أن عمر لما عمل الديوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر في خمسة الاف خمسة الاف , وكذلك كان عثمان بن عفّان يكرم الحسن والحسين ويحبهما , وقد كان الحسن بن علي يوم الدار – وعثمان بن عفان محصور – عنده ومعه السيف متقلدا به يحاجف عن عثمان , فخشي عثمان عليه , فأقسم عليه ليرجعن الي منزله تطييبا لقلب علي رضي الله عنهم , فحينما بلغ عليا رضي الله عنه ان عثمان يراد قتله , قال : - انما اردنا منه مروان اما قتل عثمان فلا , وقال للحسن والحسين : اذهبا بسيفيكما حتي تقوما علي باب عثمان , فلا تدعا أحد يصل اليه , فلما رأى المحاصرون ذلك رموا باب عثمان بالسهام حتى خضب الحسن بالدماء علي بابه , فلما تسور المهاجمون الدار وقتلوا عثمان دون ان يعلم احد وبلغ الخير عليا , فذهب رضوان الله تعالي عليه الي دار عثمان فوجده مقتولا , التفت علي لابنيه منكرا : كيف قتل أمير المؤمنين وانتما علي الباب ورفع يده فلطم الحسن وضرب صدر الحسين مما هو مبسوط في سيرة عثمان رضي الله تعالي عنهم اجمعين .
وفي سنة اربعين بويع للحسن بن علي عليه السلام بالخلافه وقيل أن اول من بايعه قيس بن سعد وقال له :- ابسط يدك ابايعك علي كتاب الله عز وجل وسنة نبيه , وقتال المحلين , فقال له الحسن رضي الله عنه علي كتاب الله وسنة نبيه فان ذلك يأتي من وراء كل شرط فبايعه وسكت وبايعه الناس .
وفاة الحسن عليه السلام
أخرج ابن سعد عن عمران قال : رأى الحسن كان بين عينيه مكتوبا
( قل هو الله أحد )) فاستبشر به أهل بيته , فقصوها علي سعد بن المسيب فقال:- ان صدقت رؤياه فقل مابقي من أجله , فما بقي الا ايام حتي مات ,
وتوفى رحمة الله عليه مسموما مسته زوجته جعدة بنت الاشعث بن قيس الكنديه لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين وقيل تسع وأربعين وقيل غير ذلك من الهجره وقد عاش سبعا وأربعين سنه .
ومن مواعظ الحسن رضي الله عنه انه قال :-
يا أبن ادم عف عن محارم الله تكن عابدا وارضى بمقسم الله لك تكن غنيا وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما وصاحب الناس بمثل مات حب ان يصاحبوك بمثله تكن عادلا انه كان بين أيديكم قوم يجمعون كثيرا ويبنون مشيدا ويأملون بعيدا – أصبح جمعهم بورا وعملهم غرورا ومساكنهم قبورا – يا ابن ادم انك ان لم تزل فى هدم عمرك مذ سقطت من بطن أمك فجد بما فى يدك لما بين يديك فان المؤمن يتزود والكافر يتمتع وكان يتلو بعدها قوله تعالى ( وتزودوا فان خير الزاد التقوى)-
إما أولاده فهم :- عبدا لله – القاسم – الحسن المثنى – زيد- عمر- عبدا لله – عبدا لرحمن – احمد- إسماعيل – الحسين – عقي – وفاطمة وكنيتها ام الحسن وهى أم محمد الباقر بن على .