الدفاع عن الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين وإعلان حقيقة مذهبهم قديما وحديثا في تعظيم وإجلال الأزواج
والأصحاب.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا} [الفتح:29] والقائل:
{النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ۗ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّـهِ} [الأحزاب:6].
والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد القائل: «لا تسبوا أصحابي» وعلى آله المعظمين لجنابه الشريف الحافظين لحرمة أصحابه وزوجاته
أمهات المؤمنين وعلى جميع أصحابه أحفظ الناس
للوصية النبوية
في الآل المطهّرين ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين… وبعد:
فإن مما عظمت به المصيبة وجلّ به الخطب أن يسمع المسلمون من حين لآخر تطاولًا على أحد سادة هذه الأمة وأئمة الهدى, من بعض الموتورين
والمرجفين من أهل الباطل والضلالة ودعاة الفتنة،
والذين يتبرأ من
فعلهم كل علماء المسلمين وعقلائهم.. ومن أقبح ذلك التطاول الذي يُروِّجُ له بعضُ أهلِ الباطل: إفكُهم ووقيعتُهم في أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت أبي بكر
الصديق رضي الله عنها وعن أبيها التي برأها الله تعالى من
فوق سبع سموات، وجعل براءتها قرآنًا يتلى ويتعبد به إلى قيام الساعة.
فكانت تلك البراءةُ والفضيلةُ والطهارةُ نورًا ساطعًا في وضيء سيرتها الكريمة يبقى ما بقي القرآن يتلى. فهذا كلام الله سبحانه وتعالى فاضحٌ ذلك الإفكَ
والبهتان والتزييف, كاشفٌ فسادَ وضلال وجرم من تجرَّأ على مقامها
المنيف رافعٌ قدرَها, مقرِّرٌ طهرَها, مبرئٌ عِرْضَها, يذبُّ عن جنابها الشريف.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ
عَظِيمٌ. لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ
خَيْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ} [النور:11-12]، وقال تعالى: {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ.
وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ
هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ} [النور:15-16]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا
تَعْلَمُونَ} [النور:19]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ
الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّـهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ. الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ
وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [النور:23-26].
ولا ينكر طهارتها وبراءتها بعد هذا الوحي الإلهي المنزَّل؛ إلا من خذلته الضلالة وأعماه الهوى, وانحرف عن الصراط المستقيم، فلا يخرج عن باطل
التأويل إلا إلى تكذيب التنزيل ولا من الضلال المبين إلا إلى الكفر برب
العالمين.
وجميع ما ذكر هو مما أجمعت عليه أمة الإسلام ومنهم آل البيت فإن آل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حافظون لحقها ولحق باقي أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأخيار البررة, لما لهم من
الشرف الرفيع والقدر الكبير والفضل المشهور، معتقدين أن الطاعن في أي واحد منهم آثمٌ معتدٍ مأزور، فحق الصحب الكرام رضي الله عنهم أجمعين
واجب على جميع المسلمين، وفضلهم ومحبتهم ومعرفة مكانتهم أمرٌ
لازمٌ على جميع المؤمنين.
ولم يكن في يوم من الأيام حِفْظُ حق أمهات المؤمنين ومعرفةُ حق الصحب الأكرمين سببًا لتجاهل حق قرابات النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذريته
المطهرين، بدءًا بالصحب الكرام, إلى الأئمة الأعلام من أمة الإسلام,
فكلهم عاملون بوصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في آل بيته, مكرمون لهم, عارفون لهم مكانتهم, يرون لهم في الحب حقًّا لا يشاركهم فيه غيرهم،
وأخبارهم في ذلك مبسوطة طويلة في محلِّها, ومصنفاتهم
شاهدة على صدقها.
فهي محبة صادقة ألفت بين قلوب الآل والأصحاب لا غلو فيها ولا جفاء, تمثل منهج الاعتدال والوسطيَّة بالمحبة المتبادلة بين القرابة والصحابة، ومن زعم
غير ذلك فقد افترى إثمًا وبهتانًا عظيمًا.
ونحن إذ نقول هذا ونسطره فإنما نقوم بذلك قولًا للحق وردًّا على الباطل, ودفاعًا عن أمنا أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها
وعن أبيها فلئن كان حقها على كل مسلم عظيمًا, فحقها علينا
آل البيت أعظم, فذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين أهل بيت واحد, وفيهم جميعًا قال النبي عليه الصلاة والسلام في تعليمه
لأمته الصلاة عليه كما في الصحيحين من حديث أبي حميد
الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: "يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟" فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قولوا اللهم صلِّ على محمد وأزواجه
وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه
وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
ومع الحق الكبير لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها على آل البيت بكونها واحدةً من سادة البيت النبوي -كما سبق-, فيزداد حقُّها عليهم عظمًا, بصلة قربى
بين آل البيت الحسنيين والحسينيين وآل أبي بكر الصديق
من جهة المصاهرة والولادة:
فقسمٌ كبير من ذرية سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما من أشراف الحجاز وأشراف المخلاف السليماني وبعض من في العراق ومصر
وغيرها من البلاد الإسلاميَّة والسواد الأعظم منهم لهم صلةُ
نسبٍ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأن جدهم عبد الله الرضا بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي
رضي الله عنهم أمه هي أم سلمة بنت محمد بن طلحة بن
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر, وأم طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله وأمها أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق, كما هو
منصوص عليه في كتب الأنساب المعتمدة.
ومثلهم في ذلك ذريةُ سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: فبنو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد
بن علي رضي الله عنهم في مختلف البلاد ممن
يفخرون
بولادةٍ من جدِّهم أبي بكر الصديق رضي الله عنه كذلك؛ فأم جعفر الصادق هي فروة بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر, وأمها أسماء بنت عبد الرحمن
بن أبي بكر, ولهذا كان جعفر الصادق يعتزُّ بهذه
الولادة فيقول
-فيما يُروى عنه-: "ولدني أبو بكر مرتين".
فحق لنا آل البيت من هذه البطون والأصول المعروفة وغيرهم من آل البيت أن نكون أولى بأمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها من غيرنا
وأن يكون واجب الدفاع عنها أوجبَ علينا منه على
غيرنا وأن نكون أقوى سدٍّ وأمنع حصنٍ لجنابها الشريف من تعدي ووقيعة المفسدين ومن تطاول وإساءة المفترين.
فإن لها رضي الله عنها من خصائص التفضيل بعدما جاءت بطهارتها آيُ التنزيل عَلَمًا شامخًا ومجدًا باذخًا, ما علاه كبيرُ أحدٍ من السادة الأخيار, ولا حازه
أكثرُ ذوي الأقدار، فكثير من فضائلها رضي الله عنها قد ثبتت
بالأسانيد الصحيحة, وتزيَّنَت بعاطر سيرتها دواوين الإسلام, وتوثَّقت بعروتها كتب الحديث المعتبرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه
الكرام رضي الله عنهم.
ومن ذلك ما أخرجه البخاري أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعث عمار بن ياسر وابنه الحسن بن علي رضي الله عنهما للبصرة فقدما الكوفة فصعدا
المنبر، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في
أعلاه وقام عمار
أسفل من الحسن وكان عمار يقول عن عائشة حينها: "والله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة".
وغير ذلك من فضائلها الجليلة ومناقبها الكريمة, وإنما قصدنا لنغترف هذا الخبر خاصة من بحر فضائلها وأن نقتبس جذوةً من شمس مناقبها لحكمة لطيفة,
منها أنه خبرُ عمار بن ياسر في محضر الحسن
بن علي رضي
الله عنهم أجمعين, وأنه خبرٌ قاله عمار رضي الله عنه المبعوث من علي رضي الله عنه -سيد آل البيت- أيام خلافته وخلافة من قبله من الخلفاء الراشدين,
وأنه بيانٌ لفضلها ومكانتها في الدنيا والآخرة.
وإن أمَّة الإسلام كلها -وفي مقدمتهم آل البيت- قد أجمعوا على أن أم المؤمنين الصديقة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعن أبيها سيدةٌ من
سيدات هذه الأمَّة, اختارها الله تعالى لنبيه, فهي
زوجته في
االدنيا والآخرة, واعتقدوا لها واجبَ التعظيم والإجلال والتوقير, لمكانتها من قلب رسول الله وحبّه, ولإيمانها وتعبّدها وتألّهها, ولفقهها وعلمها, ولرَفْعِ الله
تعالى قدرَها بتبريئها في قرآن يُتلى إلى قيام
الساعة.
ومما يشهد لحفظ آل البيت حقَّ أمهم عائشة الصديقة رضي الله عنها ورعايتهم غايةَ الرعاية لواجبها الخاصِّ عليهم: قصصٌ جليلةٌ وأخبارٌ كثيرة, أرّخها
التاريخ ووعاها الرواة.
ومنها خبر لأحد أكابر سلالة سيد شباب أهل الجنة وريحانة رسول الله وأهل بيته وأمته الحسن بن علي رضي الله عنهما وهو السيد الحسن الملقب بالداعي
الكبير بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن \
بن زيد
بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما مؤسِّس دولة آل البيت العلويين بطبرستان ونواحيها سنة 250هـ، فقد سطَّر موقفًا من مواقف الكرم
والوفاء والإيمان في الذبِّ والدفاع عن عرض وجناب
أم المؤمنين
عائشة رضي الله عنها، وذلك فيما رواه اللالكائي وغيره عن أبي السائب عتبة بن عبد الله الهمداني قال: "كنت يومًا بحضرة الحسن بن زيد الداعي
بطبرستان وكان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وينهى
عن المنكر ويوجه
في كل سنة بعشرين ألف دينار إلى مدينة السلام يفرق على سائر ولد الصحابة، وكان بحضرته رجل، فذكر عائشة بذِكرٍ قبيح من الفاحشة، فقال: "يا غلام
اضرب عنقه"، فقال له العلويون: هذا رجل من
شيعتنا! فقال: "معاذ الله! هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم" قال الله تعالى: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ
وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَـٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم
مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه و سلم خبيث -حاشاه صلى الله عليه وآله وسلم- فهو كافر فاضربوا عنقه" فضربوا عنقه
وأنا حاضر.
وروى اللالكائي أيضًا عن أخيه محمد بن زيد الداعي الصغير الذي تولى أمر طبرستان من بعده أنه قدم عليه رجل من العراق، فذكر عائشة بسوء وفُحش,
فقام إليه فقتله.
والخلاصة أن منهج آل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو معرفة حق أصحاب رسول صلى الله عليه وآله وسلم وزوجاته أمهات المؤمنين، والاعتراف
بفضلهم والترضي عنهم والترحم والاستغفار
لهم، ونشر
محاسنهم ومناقبهم، والتذكير بمواقفهم الجليلة في خدمة الدين.
فهذا هو المنهج الحق الذي كان عليه أكابر أئمة أهل البيت والعترة المطهرة في القرون المفضَّلة, ومقالاتهم في ذلك ساطعة البرهان واضحة البيان.
بل لقد نقل محمد الباقر بن علي زين العابدين إجماعَ آل البيت على تعظيم الشيخين أجلّ تعظيم, فقد رُوي عنه أنه كان يقول: "أجمع بنو فاطمة على أن
يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول".
وهكذا كان أهل البيت حقًّا في كل زمان ومكان: أهلَ اعتدالٍ ووسطيَّة, ودعاةً لاجتماع الكلمة على الدين والسنة.
وهم من أشدّ الناس نبذًا لأسباب الاختلاف وبغضًا لدواعي الفتنة، حريصون على القيام بالحق وللحق, منكرون للباطل الذي أنكره رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم, ومنه الوقيعة في سلف هذه الأمة
ورعيلها المبارك الأول, الذين جاء تعديلهم وتزكيتهم والثناء عليهم في كتاب الله العزيز، فقال تعالى: {لَّقَدْ رَضِيَ اللَّـهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ
الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ
فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح:18]. وقال
تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100]، والذين
قال فيهم النبي
صلى الله عليه وآله وسلم: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم».
وما نقرِّره هنا هو منهج آل البيت في أطهر البقاع المقدَّسة على وجه الأرض في الحرمين الشريفين ونواحيهما، وهو نهج أسلافنا من قبل ومن بعد، مشايخَ
وأعيانًا, وقبائلَ وأفرادًا.
ولا نقول في الختام إلا: الله الله في كتاب الله أن يُتعرض له ولأهله أو يهان.
والله الله في حق نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ومقامه الكريم أن يناله أحدٌ بالتنقّص والبهتان.
والله الله في آل البيت النبوي من أن تُضيّعَ مكانتهم ووصيةُ جدهم فيهم بالمودة والإحسان.
والله الله في زوجاته أمهات المؤمنين اللاتي ذكر الله تعالى فضلهن وطهارتهن في آي القرآن.
والله الله في أصحابه الذين جاء في الوحيين مقامهم العظيم بجليل المناقب والرضوان.
والله الله في أئمة الإسلام وقدوة الهدى من أن يُنالوا بسوء من أهل الفتنة والعصيان.
والله الله في أمَّة الإسلام من إثارة الفتن والنزاعات الطائفيَّة والمذهبيَّة فيها, بما لا يُرضي الله تعالى ولا ينتفع به إلا أعداءُ أمتنا من أهل الكفر والطغيان.
والله الله في كل مسلم ومسلمة في مشارق الأرض ومغاربها, فلهم حقوق أخوة الإيمان.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأزواجه وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.