اثبات النسب
الشهرة
وهي أساس كل أمر في إثبات الأنساب، ومرده. وهي إما شهرة طاغية بين العوام والخواص على حد سواء بأن الأسرة الفلانية هي أسرة منسوبة إلى آل البيت وهي تختلف عن الإشاعات والأقاويل التي تجري على ألسن الناس أحيانا دون مستند علمي. عادة ما تكون هذه الأسر هي أسر نقابة الأشراف توسمتها أبا عن جد مدة أجيال عديدة، ولهم في كتب التراجم ذكر بأنهم من الأشراف.
أو هي شهرة بين الخواص: النسابين والمؤرخين وأعيان الأسر، وهي شهرة علمية، وهذه الأسر أيضا لها ما يثبت شرفها من مستندات وجج وشهادة الشهود.
ومن قبيل الشهرة وجود الشجرات الممهورة والوثائق المحكمية التي خوطب فيه الأجداد بأوصاف آل البيت والوقفيات التي تدل على النسبة، وشهادات العلماء السابقين في الكتب والإجازات، وعطيات الملوك، ووجود أوابد ونحوت ونقوش على المساجد والأضرحة والمقامات والزوايا تؤيد انتساب أسرة معينة إلى بطون معروفة من بطون الأشراف أو إلى آل البيت عموما، وهذا منتشر في بلادنا على شكل أشعار تأريخية.
2) الشهادة
ونسب الابن إلى أبيه يثبت بشهادة شاهدين عدول من المسلمين، لا يجوز مجاراتها إذا لم يطعن في دين الشاهدين. أما شهرة الأسرة أو العشيرة بالشرف، فهي عندي تحتاج إلى شهادة جماعة من المسلمين، بحيث تصبح في حد التواتر، يقويها في ذلك أن يكون بعض الشاهدين من الأعيان والعلماء والأشراف وأصحاب الدين والتقوى. لذلك كان يقال في كتب الأنساب: ثبت برؤية خط رجل معتبر وثقة. والشهادة اليوم نعني بها المشجرات القديمة التي عليها أختام العلماء والأشراف والشهود العدول، أو الوثائق المحكمية القديمة التي كتبت في محضر من القاضي الشرعي (الحاكم الشرعي) وشهود المحمة وأعيان البلد، من أوقاف وتركات وإرث ومعاملات. أما الشجرات الحديثة وشهادات الشرف المعاصرة فلا اعتبار لها اليوم بين النسابين، ولو كثرت عليها التواقيع، لأنها كتبت في عصر انحلال الخلافة الإسلامية وغياب النقابات وكثرة المزورين والمنتسبين كذبا إلى آل البيت وقلة الوازع الديني وضعف المعرفة بأسر آل ال بيتبين العوام، حتى بين أبناء الأسر الشريفة.
3) الإقرار
إقرار قبيلة أو عشيرة ثبت شرفها بالبنود أعلاه بأن الأسرة من فروعها وبطونها أو أن لهم بها قرابة. ويكون الإقرار من أعيان الأسرة بناء على تواتر الخبر عندهم. والإقرار وحده في رأيي معطل في هذا العصر لأنه مقرون بكثير من الخداع من جهة الأدعياء لطيبي القلوب من أبناء الاسر الشريفة، وكذلك لأن بعض تجار النسب للأسف هم أنفسهم من أسر شريفة صاروا يتجارون بأنسابهم وأنساب غيرهم ويلحقون الناس بالأشراف من غير حق.